حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: من الإثم. قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: من الإثم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) يقول: لا تلبس ثيابك على معصية. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: من الإثم. قال ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: من الإثم. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأجلح، سمع عكرمة قال: لا تلبس ثيابك على معصية. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر وعطاء قالا من الخطايا. وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تلبس ثيابك من مكسب غير طيب. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصية. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أصلح عملك. * ذكر من قال ذلك: حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: عملك فأصلح.
[٩] المعرضون عن القرآن قال الله -تعالى-: ﴿فَما لَهُم عَنِ التَّذكِرَةِ مُعرِضينَ* كَأَنَّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ* فَرَّت مِن قَسوَرَةٍ* بَل يُريدُ كُلُّ امرِئٍ مِنهُم أَن يُؤتى صُحُفًا مُنَشَّرَةً* كَلّا بَل لا يَخافونَ الآخِرَةَ). [١٠] دتتعجب الآيات من المعرضين عن أمر الله، فكأنهم حمر وحشية نفرت مذعورة من صائد لها، ولم يكفهم هذا كله، بل طالبوا النبي بأن يكون لكل واحد منهم كتاباً مبسوطاً؛ حتى يؤمنوا به ويصدّقوه، فجاءهم الردع والزجر من الله -سبحانه- لأنهم حقاً لا يخافون العذاب في الآخرة، ولا يعلمون حقيقته الشديدة. [١١] القرآن موعظة بليغة قال الله -تعالى-: (كَلّا إِنَّهُ تَذكِرَةٌ* فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ* وَما يَذكُرونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهلُ التَّقوى وَأَهلُ المَغفِرَةِ﴾. [١٢] يؤكّد الله -سبحانه- على أن القرآن الكريم كتاب تذكرة للحق والاتعاظ، فمن أراد التذكر والعبرة، كانت له السعادة في الدنيا والآخرة، ولا يكون ذلك إلا بعد إرادة الله ومشيئته، فهو المستحق بأن يطاع ويتقى، وهو الوحيد القادر على المغفرة، وقبول التوبة من عباده. [١٣] الدروس المستفادة من سورة المدثر بعد تفسير الآيات الكريمة نستخلص من هذه السورة العظيمة بعض العبر والدروس، نذكر منها: الدعوة إلى الله تحتاج إلى صبرٍ وجهاد.