أما المقطع الثاني "الليل ودقة الساعات تصحي الليل" فتنفرد فيه الآلات الكمان بالعزف بمقطوعة تميل إلى الجو الشعبي المصري وهو أكثر ما يشتهر به بليغ، ومن ضمن كلمات هذا المقطع كلمات اشتهرت كثيراً وهي: وعايزنا نرجع زي زمان... قول للزمان ارجع يا زمان وهات قلب لا داب ولا حب... ولا انجرح ولا شاف حرمان هذه الأغنية هي الأغنية العاطفية الوحيدة التي غنتها أم كلثوم في ذلك العام إذ أن هزيمة الجيوش العربية في حرب 1967 منع تقديم أغانٍ جديدة، وكانت هذه الأغنية من الأغاني التي غنتها أم كلثوم في الدول العربية في جولتها بعد تلك الحرب.
يمسكني من يدي في كثير من المرات ويقف وقفة المعتد بنفسه بشموخ حذو الممثل» أنتوني كوني» في شريط « زوربا اليوناني « ويقحمني لكي أشاركه طقوس رقصة يرقص بمرح وجنون ثم يضحك ويسترخي على الأرض ناظرا إلى السماء مليا ثم يقول بسرور غامر: ما أحلى الحياة ياليتني طائرا محلقا في سماء! صاحبي يعيش عزلته القاسية، يهزمه الوساوس القهري وفرط النظافة وتوهم الإصابة بالأمراض، وقد زادت جائحة كورونا من مضاعفة حساسيته تجاه الخوف من فوبيا المرض. يجد كامل سلوته في الكتب فلقد كان فأر كتب بحق، يغوص في قراءتها مدخنا ومحتسيا قهوته السادة على مهل وتروّ. يفرد أوراق جريدته ويغوص في القراءة، مناقشا القضايا العامة من حبائل السياسة إلى مراوغات اللاعب «ميسي»، يخرج من جيبه قلما ويطوي الجريدة إلى مربعين ويشرع في فك ألغاز الكلمات المقاطعة، وبين الفينة والفنية يسألني عن معنى تلك الكلمة أو تلك فيشعر بقرفي وعزوفي عن هذه الكلمات التي تشده شدا ولايستكين حتى يعبئ جميع الخانات ويشعر بانتصاره فيفرك يديه بانتشاء. يسرح قائلا: ـ مالي أراني أرى وجوه من ماتوا من أقارب وأصدقاء في أحلام تتكرر، وجوه تظهر وتختفي.. أرى أمي.. أبي.. جار لنا قديم.. جبران خليل جبران.. فولتير.. رامبو.. نجيب محفوظ.. تلميذ كان يدرس عندي داسته سيارة مستعجلة ذات صباح ممطر، أستيقظ بعدها مبهوظا متقطع الأنفاس ثم أعود لكي أصطاد رقدة والأرق الشديد يترصدني.
وهي على مقام سيكا
خمنت بأن هناك عارضا حال بينه والمجيء ومن عادته أن يعتذر، فهو واضح وشفاف في تواصله وتعامله، وجددت الاتصال به هاتفيا وسجلت له رسالة صوتية مشيرا ـ مجددا ـ للمكان وأنا أنتظر».. أنتظرك بمقهى ريفيرا على حافة سبو «.
اتصلت به عدة مرات بالهاتف، وكتبت له رسالة ألح فيها على اشتياقي إليه وضرورة لقاء وبيننا الكثير مما يقال، فالوباء قد خف ولابد أن نواجه بدفء اللقاء مع أخذ كل الالتزامات الاحتياطية باعتماد بروتوكول المرض من مسافة تباعد وكمامة ومعقم، قد مللنا كبسة البيت وسجن الجدران الأربعة وعلينا أن ننطلق للحياة.. اقترحت عليه لقاء بمقهى على ضفة نهر سبو حيث تلوح رقرقة الماء والصفاء وخضرة تسر النظر، لقد أصابتنا الجدران الكالحة بالكآبة. من يوم جثمت كورونا على إيقاع حياتنا اليومية وأنا أتواصل مع صديقي بالهاتف النقال، وقد يشدنا الحديث لساعات متأخرة من الليل ونحن نخوض في الخاص والعام. اقتربت السيارة من المكان الذي حددت للقاء، أحكمت وضع الكمامة وأخرجت المطهر ووضعته في يدي لأن صديقي يلح على تعقيم الطاولة والمقعد وحتى الملعقة التي يحرك بها قطعة سكره، غسلت المقهى طولا وعرضا لم أجده، حسبت بأنه قد أخذ قراره ولما طال غيابي انسحب، ثم قلت ربما ظهر لقضاء غرض ويعود، المقهى شبه فارغ إلا من شاب وشابة يتحاوران بهمس كعصفورين على فنن ، سألت النادل عنه، وأنا أصفه رجل نحيف بشارب خفيف، وكتاب وجريدة يرتدي نظارات طبية، نفى أن يكون قد ظهر هذا الرجل بهذه المواصفات بالمقهى.
فات الميعاد مقطع الليل أم كلثوم جودة عالية HD - YouTube
فات الميعاد عزيزتي.... الم تحومي حول قلبي مرات ومرات ومرات وكنت دوما اعتذر وارد لك الكرات بثبات وشرحت لك مآسي قلبي وكل ما كان يعاني وكنت تزفرين بالآهات واعلمتكِ.. ان قلبي طوى للعشق كل الاظابير والاستمارات وطويت للشمس نهارا واسدل الليل الستارا والقلب يحلم بساعات سبات واعلنتي يا انتي الثبات وانكرتي علي وحدتي وجمعتِ خلجاتِ القلوب من التخوم والشتات __ حبيبتي... تذكري.... الست انتِ جئتني ؟ وقلت لي. بانكِ... انتِ التي.. احببتني.. وهجوت غيري.. ومدحتني ومن الكلام عذبه.. اسمعتني... ومن غيوم هواجسي.. لملمتني وجعلتني.. اخلع رداء.. هَمٍٍ سائني ولرداء حنانك.. البستني وشرحتِ لي معنى الغرام بكل ما يعني الكلام.. وببحر عشقك.. اغرقتني وسألتك حسن النوايا واجبتني.. يا ليتني.. انا التي.. للخير انوي.. وعندكَ. ارجوها تُقضى حاجتي.. وبسيل.. معسول اللسان.. اغريتني.. وسألتني.. ان كان قلبي خاويا وفرحتِ من فحوى الجواب وبمثله.. فرَّحتِني واويتك في الجفن الذي في مثله آويتِني ووعدتني.. نفض الغبار العالق من ماضٍ جفا.. عن كاهلك. وكاهلي ووعدتي.. ما طال البقاء ان تجعلي قلبي.. هني طوال عقد.. قد يلي وما يليه.. وما يلي واريتني ظهر السحاب على جناحِكِ.. حملتِني __ واريتني كل النجمات واقمارا تعلو الشرفات وكنتِ قمرا ساطعا.. ومحض نورك وهبتني.. وزرعتك شتلا عميقاً يحوي زهرا يانعاً.. في ثتايا مقلتي.. كما وكنتِ زرعتني.. وخلعتِ اشواك النيا من سيرتي الغبراء من عاثرات في الخباء كانت تسكن خاطري.. في كل حدائق مهجتي وبها خلعتِ هواجسي _ وحينها الم اكن انا.. الذي.. من اعلن لقلبكِ الانتماء والنت لحبك الكبرياء واهديتك قرص الوفاء وشيدت لك في القلب قصرا شامخا.. لامس طولا.. عنان السماء.. وزرعت اسمك.